قضايا و آراء

ظل نادما على قوله الحمد لله..

أ. مداني حديبي /

عدم مراعاة مشاعر الآخرين ظاهرة مؤلمة تدل على قسوة قلب وجفاف روح وكبر وغرور واستعلاء وصلف.
والأمثلة كثيرة..
ذاك الذي يقيم عرسا صاخبا إلى صلاة الفجر وبجواره جار مريض يعاني من مرض مزمن ..
مفرقعات تدوي عاليا احتفاء وبهجة بقربها جلسة عزاء..
بل ذهب أحد أصحاب الجنازة إلى أهل العرس ليطلب منهم خفض صوت الغناء فغضب صاحب العرس قائلا..
هذا يوم عرس ابننا أتريده أن يكون جنازة ثانية..؟!
امرأة مطلقة تعاني معاناة شديدة تحاورها صديقتها المتزوجة بسعادتها مع زوجها ومعاملته الملائكية معها..
تلك التي حرمت من الإنجاب تحكي لها جارتها عن مرحها مع أولادها وآخر نزهة معهم وترسل لها صورا تفيض بذلك.
ذاك الذي يفتخر بنجاح أبنائه وبرهم له أمام أب يعاني من عقوق الاولاد وفشلهم..
وآخر يحمد الله أن مكانته عالية عند الله لأن ليس له ولد من ذوي الاحتياجات الخاصة أمام من ابتلاه الله بولد مقعد.. بل يزيد الطين بلة بأن الذنوب هي السبب وأن طاعته لله هي التي صانته وحفظت أسرته..
وهناك من يتحدث عن إنجازاته وكثرة شهاداته وصولاته وجولاته أمام من حرم من نعمة التعليم وكان ضحية ظروف قاهرة.لا ننكر على هؤلاء فرحهم وشكرهم.. فمن حقك أن تسعد لكن لا تؤذي إخوانك وجيرانك..
وطرق التعبير الراقية كثيرة لا تحتاج إلى مثل هذه الطريقة الصادمة التي تحبط الأعمال وتقطع الوشائج.
ولنتذكر ذلك الرجل الصالح الذي ظل نادما باكيا تائبا مستغفرا على قوله الحمد لله..ذلك لأن حانوته لم يحترق وبقية حوانيت إخوانه احترقت..

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com