من ثمار الملتقى/حسن خليفة
على الرغم من كل المصاعب والعوائق، ما زالت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين تقوم بدورها في إشاعة الخير والفضل، وذلك في سياق عملها الثقافي البنائي عبر ملتقياتها العديدة، وكان آخرها ملتقى “التعليم القرآني” الذي احتضنته ورعته شعبة عين ولمان (ولاية سطيف) يومي الجمعة والسبت الماضيين (13ـ 14 أكتوبر..).
وأحب أن أقف على بعض تفاصيله وإشراككم في استخلاص ما يمكن من الثمرات والنتائج:
1ـ كان مما حاولنا الاهتمام به، معرفة كيف حضر الإخوة المشاركون في الملتقى، فكانت الإجابة أن أكثريتهم جاءت عن طريق قراءة الإعلانات عن الملتقى في “الفايس بوك” فدلَّ ذلك على أمر في غاية الأهمية، وهو تعاظم دور الفضاء الأزرق في الإخبار والإعلام ونقل المعرفة. فهلاّ اجتهدنا أكثرـ على مستوى الشُّعب ـ في الاستثمار في هذه الوسيلة الرائعة السهلة بالشكل الذي ينبغي، أي بما يزيد في الفائدة ويعظّم المجهود ويوسّع دائرة الانتشار والتبليغ والإبلاغ والدعوة والإعلام؟
2ـ بلغ عدد المداخلات بأنواعها (محاضرات وتعقيبات ومداخلات فرعية نحو30 في مجموعها) كانت جميعها “تزخر” بالمعلومات والمعطيات والمعارف. فأفادت في التوعية والتحسيس والمعرفة والتحفيز.
3ـ كان عدد الحضور في اليوم الأول أكثر من 320، ممن حضروا خاصة الافتتاح والجلسة العلمية الأولى، قبل الجمعة. وكان الحضور في اليوم الثاني أقل بقليل، ولكنه بقي في المستوى المطلوب. وقد استمعوا إلى عديد الأساتذة في مداخلات ذات صلة بالقرآن والتعليم القرآني، ولعل خلاصته الرائعة ضرورة وأهمية الاستثمار في القرآن وبالقرآن لبناء مجتمع متماسك متجانس، فالقرآن هو “روح” الحياة وسر الهداية ودليل الاستقامة للفرد والمجتمع والدولة.
3ـ انتشار الإخوة من أعضاء الجمعية، أعضاء المكتب الوطني وغيرهم من الأساتذة، على نحو 16 مسجدا في دروس ومواعظ الجمعة، في ثلاث دوائر: عين ولمان، صالح باي، عين أزال. وبحسبة صغيرة يمكن القول: إن هناك نحو عشرين ألفا (على الأقل) ممن استمعوا إلى المواعظ والتذكير والرقائق والتوعية والنصح، وهذا من ثمرات الملتقى، كما أنه عمل يندرج ضمن منهج الجمعية في الدعوة إلى الإصلاح والخير، بنشاط متعدد الأوجه، يمس قطاعات متعددة من المجتمع. وهذا دأبها منذ زمان. فلو احتسبنا من مسّهم هذا النشاط لوجدنا نحو ثلث سكان المنطقة على الأقل، وهو خير كثير عميم، نسأل الله أن يجعله في ميزان الحسنات لكل من ساهم من قريب أو من بعيد فيه.
4ـ بالرغم من الظروف المادية، وهو شأن معروف لدى الجميع، بالنسبة للجمعية عموما، حيث قلة الموارد وضعفها، فإن المدعوين والحضور لقوا الترحيب والإكرام الرائع من أبناء البلدة الطيبة (عين ولمان) إطعاما وإقامة ويُحتسب هذا أيضا في تحليل العمل الثقافي والديني الذي تقوم به الجمعية بما يدلّ على حاضنتها الطيبة من أبناء وبنات المجتمع الجزائري كله، وهو ما يترجم قبولها لدى أبناء المجتمع عامة. وهو بدوره يحتاج إلى عمل وتفعيل وتأكيد وتعميق؛ لأن الجمعية جمعية كل الجزائريين والجزائريات، ولكل منّا الحق ـ كامل الحق ـ في المساهمة في أعمالها وجهودها لخدمة الدين والوطن، القيّم والإنسان.
5- من القيم المضافة التي يمكن استخلاصها من الملتقى: إقامة ندوات ليلية (من المغرب إلى العشاء) أطرها بعض الأساتذة المشاركين في الملتقى، أقيمت في مساجد المدينة ومدن قريبة أخرى، وهو نشاط نوعي أيضا حيث يمكن الوصول إلى من لم يحضر النشاط الصباحي في نسق متناغم برؤية واضحة، بما يتكامل به النفع إن شاء الله تعالى ويتسع.
6ـ لا يمكن أن نغفل في هذا السياق التعاون بين أكثر من جهة في إقامة مثل هذا النشاط الكبير (الشؤون الدينية والأوقاف ـ الإدارة المحلية (الدائرة ) ـ الأمن ـ الحماية المدنية ـ المؤسسات المختلفة كالمؤسسة التي استقبلت النشاط (معهد التكوين المهني الوطني..).
هل اتضحت الرؤية..؟ يمكن أن نصنع ونصوغ مستقبلا أحسن وواقعا أفضل بمثل هذا العمل الهادئ النزيه المنفتح على المجتمع برؤية متبصرة.