جورج فلويد العبسي
م ع/ حديبي عبد الله /
ما أشبه اليوم بالبارحة … وكأنك ترى مضارب بني عبس لا تبعد عن البيت الابيض الا بعض الامتار…وكأن عنترة بن شداد العبسي، وما يحمل من قوة، وبأس، ونخوة، ومروءة، وشجاعة، لا يعتبر عندهم الا مجرد عبد …وان ذلك البناء الشامخ ليس الا مجرد انعكاس لخيمة سيد القبيلة، في لعبة ظل كبيرة امتدت عبر الزمن.
قد يُبْنَى التقدم والازدهار والاقتصاد على جهدهم، وكدهم، وذكائهم، وتميزهم، لكن هذا لا يمنع انهم مجرد ادوات … جِيءَ بهم من أقَاصِي آسيا ومن ادغال افريقيا، وان وجودهم يعطي التميز للرجل الابيض لأنهم خلقوا من اجل خدمته ومن الوهم الاعتقاد انهم يمثلونه او يماثلونه، قد نسمعكم كلاما جميلا عن الديمقراطية والمساواة وحقوق الانسان، لكنه من السفه الاعتقاد ان ذلك حقيقي -نحن نُسْمِعكم ما تحبون ونفعل ما نحب -.
ان الصورة التي حملتها وسائل الاعلام ووسائط التواصل الاجتماعي عن فلويد لا يمكن ان تكون الوحيدة، بل من القليل الذي طفا على السطح اما جبل الجليد فهو غائص وعميق بعمق اعتقاد الرجل الابيض بتفوقه على بقية الاجناس والْمِلَل، بكبر كذبه، وادعائه بالمساواة وحقوق الانسان، وتفننه في كل ذلك.
ان النمطية التي رسختها وسائل الاعلام بعدل وأخلاق الرجل الغربي يكذبها اول امتحان يعترضه، ومع ان سقوطه الاخلاقي واضح وجلي، إلا انه سرعان ما يرمم تلك الصورة بسطوة اعلامية رهيبة مقتدرة، يسهل من مهمتها تصور الكثير ان تلك المواقف ما هي إلا فلتات فردية، لا تمثل كل المجتمع، وليس من العدل البناء على اساسها، وتصنيف المجتمع الغربي من خلالها.
الاكيد بالنسبة لهم انكم مجتمعات متخلفة وعليكم ان لا تبحثوا عن اية صورة جمالية عندكم، وهم مجتمعات متقدمة وعليكم ان لا تبحثوا عن اية صورة ضبابية عندهم، فهم خلقوا ليكونوا سادة وانتم غير ذلك …. وعنترة مهما بلغ من المرؤة والشهامة والشجاعة لا يمكن له ولا يستطيع إلا ان يكون عبدا.