وفاء فطري نادر…
مداني حديبي /
من المشاهد العجيبة المدهشة وفاء الزوجة لزوجها حتى الموت، فقد رأيت نماذج نسوية ترتبط عاطفيا بعمق وصدق ووفاء نادر عجيب للزوج لما وجدته من معاملة كريمة وذوق رفيع وصبر جميل طيلة خمسين سنة أو أكثر.. وليس المقياس بدايات الزواج الناعمة الصافية.. بل عشرة عمر كامل..
فيه انكسارات وعوائق وتحديات وكلام الناس والأقاويل.
فإذا غاب الزوج يترك في قلبها فراغا ووحشة وحزنا وقلقا حتى يعود.. وإذا مات لا تعيش بعده طويلا.. لما تجده من كمد وحزن.. فهناك من توفيت بعد وفاة زوجها بأسبوع وهناك من مكثت بعده أقل من سنة…
وقد رأيت في طفولتي امرأة إذا غضبت من زوجها وذهبت إلى أهلها يرافقها غاضبا ويمكث معها يترجاها حتى تعود.
إنه حب الفطرة النقية والمعاملة الندية العفوية .. فلم يحضرا دورات في فن الزواج الناجح ولا طالعا كتابا في قواعد الذوق وأساليبه.. بل نقاء السريرة والأعراف الجميلة الكريمة.
ونحن بهذا الكلام لا نتعجل وفاة الزوجة بعد زوجها فمن للأسرة بعده رعاية وحنانا ومتابعة واحتواء..
فالنماذج التي ذكرناها عاشت عمرا طويلا نافعا بعد أن كبر الأولاد والأحفاد.. ولسنا ندعو أيضا إلى ترك الدورات والمحاضرات التي تختصر لنا التجارب وتعتصر لنا القواعد.. بل لنوضح أن للفطرة النقية والسريرة الطاهرة هي أس الأساس والركن الركين، فكيف إذا اجتمعت مع الوعي والثقافة والفهم..؟!